الجمعة، 5 أبريل 2013

من رواية : أنتظِرُ واقعـاً .. نـآديـة :)



أنتـظِرُ واقعـاً ..

وحده من يملك الجرأة كل الجرأة على مراوغتي بصمت , هو النبض في شخص حي وميْت , وميض الخير والحسن .

وتبقى نفحات ترابك نفَسي , وقطرات ترابك سقياي على فصل واحد من السنة , ألا تعتقدين أن الفصل لا يكفي لرويّ باقي الأيام على مدار السنة ؟1 كيفَ سأرتوي بغياب الماء ؟ كيف سأعيش بدونه ؟
الآن وأنا أنظر إليك في ورقة ليست صماءَ بقدر ما تحتويه أنتِ في الأرض التي لا أسكنها على أشخاص صماء, وعقول صماء, وعيونٍ صماء , إلا في اختيارك .. فهم ليسوا كما قلت .. بل .. هم وِقفة دلالة على جمالك وروعتك ونفسك الطاهر .
لم أُخلق بتلك الأيام التي تثبت أني من ترابك ومن عروقك وماء جسدي من أغشيتك ,, 
قبلَ اليوم , لم أكن أؤمن بمقولة " لا أحد يبقى لك في هذه الدنيا " ولا زلت لا أؤمن أبداً بأن الكل راحلٌ ولا أحدَ مخلد , إلا أنت .. الروحُ الخالدة لكَ وحدَك.
كل القصص البطولية إلا أن يكونَ فيها عاشقٌ وحبيب وولهانة , وفي نهاية المطاف لا تنتهي بالسعادة إلا ما ندر, إلا على قدر قطرات مطر في فصل صيف قاحل.
كلماتي عاشقة بولع , وولهانة حد الوجع , لكنني لا أملك في قصتي شخصاً بطولياً عاشقاً وولهاناً بالمعنى المبادر إلى الذهن .
أنا لا أكتب فقط لأقول أن الحبيب يقطع مسافة الأرض كلها, وبراكين المصائب أجمع , ومخاطر التقبل الشرسة على مدار السنة فقط ليحيي الحب العنيف بينه وبين معشوقه .
لا !
ولستُ أملك شخصية واقعية بتلك الصفات الأصيلة أصلاً , لأنه لا يوجد أصلاً واقعاً.
على أنقاضِ الحياة نرتكب جرائم تجعلنا نتمنى لو لم نكن على أرض الواقع , وعلى الركام نخلق أحداثاً تجعلنا هيبة العالم على منصة الواقع.
ويبقى هذا العاشق الولهان في قصتي غامضٌ غير موجود , فهو بقدر وجعه وجنونه وحبه .. ضاع بين كدمات الصدمة. بدأت القصة وتدحرج القلم على غير هدىً من التنفيس , ينطق الحروف على أمل غير معهود ..

كتاآبات : نادية عوني ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق