قاسٍ ..
الأيام القاسية , أو النفس القاسية
ماذا بقيَ من ساعاتِ الغفوِ ؟
سامرُ العيساوي ما زال يعاني من غصـة الإضراب ..
268 يوماً على الألم والوجـع ..
ألا يستحقّ منـا بعضاً من اهتمـام .
نحن الآن نملكُ همّـاً ..
في قصصِ الحب الواهيـة والغزو الثقافي البشع . كلها لا نجهل مضارها
لكننـا جهلنـا أنفسنـا أين .
إلـى أين ؟
إلــــــــــى أينَ
بالرّب ألا يستحق انتفاضة ؟
أنتَ تأكل وتشرب وتنـام وترفّه
وتضيع وقتكَ على فيس بوك وغيره ..
أما لو جعلتَ لنفسكَ نصفَ ساعةٍ يومياً تنصرُ فيها بلدك كانَ خيراً ؟
ناديـة عوني ..
حقاً !
أخبريني ماذا فعلتِ ؟
أهذا ما قررنـاهُ من البدايـة ؟
حسرةً عليّ
أو عليكِ أو على لا أدري ..
صداقةٌ حقـة .
باركَ الله لكَ و حملكِ على مراتبٍ تتمنيها في ظل عقلكِ القاسي ..
وسلامٌ على الدنيا إذا لم يكن فيها صديق صدوقاً خالصَ الوعـد منصـفاً
نادية عوني ..
أنتـظِرُ واقعـاً ..
وحده من يملك الجرأة كل الجرأة على مراوغتي بصمت , هو النبض في شخص حي وميْت , وميض الخير والحسن .
وتبقى نفحات ترابك نفَسي , وقطرات ترابك سقياي على فصل واحد من السنة , ألا تعتقدين أن الفصل لا يكفي لرويّ باقي الأيام على مدار السنة ؟1 كيفَ سأرتوي بغياب الماء ؟ كيف سأعيش بدونه ؟
الآن وأنا أنظر إليك في ورقة ليست صماءَ بقدر ما تحتويه أنتِ في الأرض التي لا أسكنها على أشخاص صماء, وعقول صماء, وعيونٍ صماء , إلا في اختيارك .. فهم ليسوا كما قلت .. بل .. هم وِقفة دلالة على جمالك وروعتك ونفسك الطاهر .
لم أُخلق بتلك الأيام التي تثبت أني من ترابك ومن عروقك وماء جسدي من أغشيتك ,,
قبلَ اليوم , لم أكن أؤمن بمقولة " لا أحد يبقى لك في هذه الدنيا " ولا زلت لا أؤمن أبداً بأن الكل راحلٌ ولا أحدَ مخلد , إلا أنت .. الروحُ الخالدة لكَ وحدَك.
كل القصص البطولية إلا أن يكونَ فيها عاشقٌ وحبيب وولهانة , وفي نهاية المطاف لا تنتهي بالسعادة إلا ما ندر, إلا على قدر قطرات مطر في فصل صيف قاحل.
كلماتي عاشقة بولع , وولهانة حد الوجع , لكنني لا أملك في قصتي شخصاً بطولياً عاشقاً وولهاناً بالمعنى المبادر إلى الذهن .
أنا لا أكتب فقط لأقول أن الحبيب يقطع مسافة الأرض كلها, وبراكين المصائب أجمع , ومخاطر التقبل الشرسة على مدار السنة فقط ليحيي الحب العنيف بينه وبين معشوقه .
لا !
ولستُ أملك شخصية واقعية بتلك الصفات الأصيلة أصلاً , لأنه لا يوجد أصلاً واقعاً.
على أنقاضِ الحياة نرتكب جرائم تجعلنا نتمنى لو لم نكن على أرض الواقع , وعلى الركام نخلق أحداثاً تجعلنا هيبة العالم على منصة الواقع.
ويبقى هذا العاشق الولهان في قصتي غامضٌ غير موجود , فهو بقدر وجعه وجنونه وحبه .. ضاع بين كدمات الصدمة. بدأت القصة وتدحرج القلم على غير هدىً من التنفيس , ينطق الحروف على أمل غير معهود ..
كتاآبات : نادية عوني ..